× الرئيسية مقالات مسابقة معرفية قصص الويب اتصل بنا من نحن English

تحوّلات الرأي العام في السودان: كيف يرى المجتمع الحرب والأزمة والمستقبل

قراءة معمّقة في المزاج الشعبي السوداني وتفاعل الناس مع الأحداث اليومية

12‏/12‏/2025
رسم يوضّح اتجاهات الرأي العام في السودان والمشاعر الاجتماعية حول الحرب
تمثيل بصري للمزاج الشعبي السوداني وتحولاته خلال الأزمة الحالية.



نبض الشارع السوداني في لحظة مصيرية

يتغيّر المزاج الشعبي في السودان بسرعة غير مسبوقة، إذ تكشف مؤشرات الرأي العام خلال الشهور الأخيرة عن رفض ساحق لأي ترتيبات سياسية فوقية، وعلى رأسها مقترح ما يُعرف بـ“الحكومة التأسيسية”. وبين الحرب الممتدة، وفوضى الاقتصاد، وتآكل الثقة بالمؤسسات، بات السودانيون يعبرون بوضوح عن غضبهم، خوفهم، ورغبتهم في استعادة السيطرة على مستقبلهم بعيداً عن النخب المتصارعة.

هذه التحولات لا تؤثر على الداخل السوداني فقط، بل تعيد تشكيل قراءة الإقليم والمجتمع الدولي للوضع، كما يناقشه العديد من التحليلات في مواقع متخصصة مثل Sudan crisis war famine conflict analysis updates.



ما تكشفه بيانات الرأي العام

رفض شبه كامل لمقترح “الحكومة التأسيسية”

تشير نتائج استطلاعات رأي واسعة الانتشار داخل المجتمع السوداني إلى مستوى غير مسبوق من الرفض يتجاوز 94% لفكرة الإعلان عن “حكومة تأسيسية” خلال فترة الحرب.

هذا الرفض لا يرتبط فقط بالاعتراض على الجهة التي قد تتولى القيادة، بل يعكس فقداناً عميقاً للثقة في أي منصة سياسية لا تعبّر عن المواطنين أنفسهم.



تضخّم مخاوف الفساد

الشارع السوداني يرى أن الحرب لم تشعل البنادق فقط، بل أطلقت موجة فساد جديدة.

الغالبية الساحقة تعتقد أن مستويات الفساد ارتفعت منذ بداية الحرب، وأن الخدمات الحكومية أصبحت أقل شفافية وأكثر خضوعاً للمحسوبية والولاءات المسلحة.



الاقتصاد أولوية تتقدم على كل شيء

قبل الحرب، كانت الأولوية العامة تتمحور حول الاقتصاد، والخدمات، والتعليم، والعدالة.

اليوم، يزداد هذا التركيز حدة مع انهيار الأسعار، تراجع العمل، وتقلّص الموارد.

يشعر الناس بأن الاقتصاد هو محور الأزمة، وأن أي حل سياسي لا يعالج حياتهم اليومية لن يحظى بأي قبول شعبي.



اتجاهات التواصل الاجتماعي: غضب مكتوم وصوت بلا منصة

ثقافة “الرفض العام” تتقدم

على تويتر (إكس)، فيسبوك، والمجموعات السودانية على واتساب، تتكرر رسائل الغضب والإنهاك.

المستخدمون يعبّرون عن:

  • فقدان الثقة بكل الأطراف
  • رفض أي حلول سياسية فوقية
  • سخط متصاعد تجاه سوء الخدمات والفساد
  • شعور متزايد بأن “الناس وحدهم يدفعون ثمن الحرب”

بعض التعليقات الشعبية تعكس المزاج العام:

  • “سئمنا الوعود، نريد أفعالاً لا بيانات.”
  • “الحرب دمرت حياتنا ولن تبني دولة.”
  • “الفساد يلتهم ما تبقى من البلد.”

حيرة في فهم الروايات الإعلامية

يتفاعل السودانيون مع حالة انفجار إعلامي، حيث تختلط المعلومات الميدانية بالتحليلات المتضاربة.

الناس يبحثون عن رواية موثوقة، لكن التضارب المتكرر يدفع الكثيرين للاعتماد على شبكاتهم الخاصة أو تجاربهم المباشرة.



تفسير الخبراء: لماذا يتصاعد هذا المزاج الشعبي؟

1. إرهاق الحرب

ثلاث سنوات من الدمار، النزوح، وانهيار البنية التحتية خلقت حالة نفسية جماعية مرهقة.

الإرهاق لا يتعلق فقط بالخوف، بل بفقدان الأمل في حلول سياسية سريعة.



2. انهيار المؤسسات

المؤسسات الحكومية، الخدمية، والإدارية تواجه ضغطاً غير مسبوق، ما يجعل المواطنين يشعرون أن الدولة لم تعد قادرة على حمايتهم أو توفير خدمات الحد الأدنى.



3. غياب الثقة

المواطنون لا يثقون في الأطراف السياسية مدنية أو عسكرية ولا في الأطراف الخارجية.

كل طرف يحمل أجندة، بينما المواطن العادي يبحث فقط عن الأمان والخبز والسلام.



4. تعقّد المشهد الإعلامي

بين الروايات المتضاربة، والدعاية العسكرية، والتهويل الخارجي، تتشكل حالة من الارتباك المعلوماتي، ما يعزز السخط الشعبي.



أصوات من الشارع: روايات تكشف عمق الأزمة

عبارات قصيرة لكنها قوية تملأ المنصّات:

  • “نريد دولة، لا صراعاً على الدولة.”
  • “نحن ندفع الثمن، بينما القادة يتجادلون.”
  • “السلام أولاً… كل شيء آخر يأتي بعده.”

هذه الأصوات باتت تمثل المزاج السوداني العام: رفض، قلق، ورغبة في قيادة مسؤولة تضع الإنسان أولاً.



ماذا تعني هذه التحولات اجتماعياً وسياسياً؟

ضغط متصاعد على القيادات

الرفض الشعبي الواسع لأي ترتيبات سياسية فوقية يرسل رسالة واضحة:



“لا شرعية بدون الشعب.”

عملية السلام أصبحت تحت رقابة اجتماعية

المفاوضات، المبادرات الإقليمية، والجهود الدولية تواجه معادلة جديدة:

نجاحها مرتبط بمدى قدرتها على تلبية مطالب المواطن السوداني العادي.



الاقتصاد أصبح معيار الشرعية

أي سلطة مهما كان شكلها ستُقاس بقدرتها على معالجة:

  • التضخم
  • ندرة الغذاء
  • انهيار العملة
  • البطالة
  • الخدمات الأساسية



البعد الإقليمي: كيف يرى العالم العربي المزاج السوداني؟

تتردد أصداء الأزمة السودانية في العالم العربي، حيث تتقاطع:

  • مخاوف من استمرار الحرب
  • رغبة في استقرار القرن الأفريقي
  • حالة تضامن شعبي مع المدنيين
  • نقاشات حول دور القوى الخارجية

المزاج السوداني يعكس أيضاً توجهاً عربياً أوسع:



سخط شعبي تجاه الفساد، سوء الإدارة، والاقتصاد المتدهور.



تأثير الإعلام: بين الرواية والحقيقة

وسائل الإعلام السودانية تواجه تحديات كبيرة:

  • صعوبة الوصول للمعلومات
  • انقطاع الاتصالات
  • تقييد حركة الصحفيين
  • الاعتماد المتزايد على شهادات المواطنين

بالمقابل، أصبحت السوشيال ميديا بمثابة منصة الشعب، رغم المخاطر العالية للمعلومات المضللة.



تحليل ختامي: شعب يريد أن يستعيد قراره

الرأي العام السوداني اليوم ليس مشتتاً كما يظن البعض بل هو غاضب، واعٍ، ويريد استعادة عجلة القرار.

يريد الناس حلولاً تنطلق من احتياجاتهم، وليس من تفاهمات النخب.

ومع الأزمات الإنسانية المتفاقمة، يبقى السؤال الكبير:

هل تسمع الأطراف السياسية صوت الشعب؟

وهل يستطيع السودانيون تحويل هذا الغضب إلى مسار سياسي جديد؟



الأسئلة الشائعة (FAQ)

س: لماذا يرفض السودانيون "الحكومة التأسيسية"؟

ج: لأنهم يرون أنها لا تمثلهم، وأنها محاولة لفرض مشروع سياسي لا يجيب عن أولوياتهم الحقيقية.



س: ما أبرز مخاوف الشارع السوداني اليوم؟

ج: الفساد، انهيار الاقتصاد، استمرار الحرب، غياب الخدمات، وانعدام الأمن.



س: هل يلعب الإعلام دوراً في تشكيل الرأي العام؟

ج: نعم، لكن مع تراجع الثقة في المصادر الرسمية، أصبحت السوشيال ميديا هي المنصة الرئيسية للتعبير.



س: كيف يمكن للمفاوضات أن تنجح؟

ج: عبر إشراك المواطن السوداني ومراعاة أولوياته: السلام، الخبز، الأمن، والشفافية.