لم يكن القصف الجوي قرب ميناء المكلا حدثًا عسكريًا عابرًا، بل كشف عن مرحلة جديدة في الصراع السعودي الإماراتي في اليمن. هذا التطور يعكس تغيرًا في موازين النفوذ داخل التحالف الخليجي، ويظهر كيف تحولت اليمن من ساحة تنسيق مشترك إلى مساحة تنافس غير معلن.
ميناء المكلا يمثل شريانًا استراتيجيًا على بحر العرب، والسيطرة عليه تعني التحكم في خطوط إمداد ومناطق نفطية حساسة. لذلك، فإن أي تحرك عسكري في هذه المنطقة يحمل أبعادًا سياسية وأمنية أوسع.
لماذا تُعد المكلا نقطة حساسة؟
تقع المكلا في قلب إقليم حضرموت، وهو من أكثر المناطق ثراءً بالموارد الطبيعية في اليمن. ترى السعودية أن أي وجود عسكري غير منسق في هذه المنطقة يهدد أمنها وحدودها الجنوبية.
في المقابل، تنظر الإمارات إلى السواحل الجنوبية باعتبارها جزءًا من أمنها البحري ومصالحها التجارية طويلة الأمد. هذا التباين يجعل المكلا نقطة احتكاك مباشرة في الصراع السعودي الإماراتي في اليمن.
اختلاف الرؤى الخليجية داخل اليمن
رغم العداء المشترك لجماعة الحوثي، فإن رؤية كل من الرياض وأبوظبي لمستقبل اليمن تختلف جذريًا.
السعودية تركز على:
- الحفاظ على وحدة الدولة اليمنية
- منع تفكك السلطة المركزية
- تأمين الحدود الجنوبية
بينما تركز الإمارات على:
- دعم قوى محلية جنوبية
- السيطرة على الموانئ والممرات البحرية
- تعزيز نفوذ سياسي طويل الأمد
هذا الاختلاف تراكم مع الوقت، حتى وصل إلى مرحلة المواجهة غير المباشرة.
المجلس الانتقالي الجنوبي ودوره المحوري
يشكل المجلس الانتقالي الجنوبي محور الخلاف الرئيسي. بدعمه إماراتيًا، توسع نفوذه بسرعة في مناطق استراتيجية. ترى السعودية أن هذا التوسع يهدد أي تسوية سياسية شاملة، ويقوض شرعية الحكومة اليمنية.
القصف قرب المكلا كان رسالة واضحة بأن الرياض لن تقبل بتغيير موازين القوة دون موافقتها.
تأثير ذلك على العلاقات السعودية الإماراتية
لا يعني هذا التصعيد قطيعة بين البلدين، لكنه يؤشر إلى مرحلة أكثر حساسية. الصراع السعودي الإماراتي في اليمن بات يعكس تنافسًا على القيادة الإقليمية، وليس مجرد خلاف تكتيكي.
العلاقة اليوم تقوم على التعاون الحذر، لا الثقة الكاملة.
انعكاسات داخلية على اليمن
بالنسبة لليمنيين، يزيد هذا التوتر من تعقيد المشهد. تعدد القوى الداعمة للفصائل المسلحة يعمق الانقسامات ويطيل أمد الصراع. كل طرف محلي بات يستثمر الخلاف الخليجي لتعزيز موقعه.
تداعيات إقليمية ودولية
يمتد تأثير هذا الصراع إلى:
- أمن الطاقة في الخليج
- وحدة الموقف الخليجي
- ثقة المستثمرين
- التوازنات الدبلوماسية الدولية
حتى التحركات المحدودة قد تؤثر على أسواق النفط والشحن.
هل يتجه الخليج إلى مواجهة أوسع؟
من غير المرجح حدوث صدام مباشر، لكن التنافس عبر الوكلاء مرشح للاستمرار. ستسعى الدولتان إلى تجنب المواجهة العلنية، مع الحفاظ على نفوذهما داخل اليمن.
ما الذي يجب مراقبته لاحقًا؟
- تحركات سعودية للحد من توسع المجلس الانتقالي
- مراجعة إماراتية لدورها في الجنوب
- وساطات إقليمية جديدة
- تغير مواقف القوى الدولية
الصراع السعودي الإماراتي في اليمن لم يعد تفصيلًا جانبيًا، بل عاملًا أساسيًا في مستقبل الخليج.
الأسئلة الشائعة
لماذا قصفت السعودية محيط المكلا؟
لمنع تدفق السلاح غير المنسق وحماية توازن القوة في حضرموت.
هل يعني ذلك انهيار التحالف الخليجي؟
لا، لكنه يشير إلى تصدع واضح في الملف اليمني.
كيف يؤثر ذلك على استقرار اليمن؟
يزيد الانقسام ويعقّد فرص السلام.
